18 نوفمبر 2024, 7:59 م
تنتشر في فصل الشتاء نزلات البرد، ويتوقع أغلبنا أن تختفي أعراض النزلة بعد التعافي منها، لكن في أحيان كثيرة قد يستمر السعال فترة طويلة بعد التخلص من العدوى. فهل يجب أن نقلق في هذه الحالة؟
في تقرير نشره موقع “هيروين” الروسي، استعرضت الكاتبة أناستاسيا بليسكانيفا أبرز الأسباب التي قد تُسهم في استمرار السعال بعد التعافي من نزلة البرد، منها ما يرتبط بالجهاز التنفسي، ومنها ما يتعلق بالعادات اليومية غير الصحية.
بحسب الكاتبة، يأتي التنقيط الأنفي الخلفي -وهو نزول الإفرازات الأنفية من المنطقة الخلفية من الأنف إلى الحلق- في قائمة الأسباب المحتملة لاستمرار السعال، وتحدث هذه الحالة نتيجة تجمع المخاط وانسيابه على الجدار الخلفي للحلق.
وأوضحت أن الجسم يُفرز خلال الإصابة بالبرد المزيد من المخاط كآلية لمكافحة المرض، لكن الجيوب الأنفية قد تبقى ممتلئة حتى بعد التعافي، مما يؤدي إلى ظهور هذه المتلازمة.
وإحدى العلامات الدالة على أن استمرار السعال مرتبط بهذه الحالة، هو الشعور بالحاجة إلى السعال أثناء الليل أو عند الاستلقاء لفترات طويلة. وتشمل العلامات الأخرى تهيج الحلق، والحاجة المتكررة للبلع، وخشونة الصوت، والرغبة في تنظيف الحلق، ورائحة الفم الكريهة، والشعور بالغثيان.
تسبب العدوى الفيروسية استجابة التهابية، وهي إحدى الآليات التي يستخدمها الجسم لمكافحة المرض، مما يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية.
قد يستمر تهيج الأغشية المخاطية لفترة طويلة بعد التعافي من البرد، نتيجة استمرار الاستجابة الالتهابية لفترة أطول، ويؤدي إلى استمرار السعال رغم تحسن الحالة الصحية.
قد تكون حاجة الجسم إلى مزيد من الراحة أحد أسباب استمرار السعال، حيث إن الجهاز المناعي يعمل بجهد كبير أثناء الإصابة بعدوى فيروسية، ولا يعتمد الشفاء على الأدوية فحسب، بل أيضا على نمط الحياة الصحي.
إذا استمر المريض في الذهاب إلى العمل أو ممارسة المهام اليومية دون أخذ قسط كافٍ من الراحة، فقد يؤدي ذلك إلى إطالة فترة السعال.
بعض أدوية البرد التي تؤخذ دون وصفة طبية قد تسهم في إطالة فترة السعال، إذ إن مضادات الهيستامين أو الأدوية المضادة للالتهابات تمنح راحة مؤقتة من احتقان الأنف وسيلانه، لكنها قد تزيد من كثافة المخاط، مما يصعّب التخلص منه.
وتراكم المخاط يؤدي بدوره إلى التنقيط الأنفي الخلفي الذي يحفز السعال، لذلك من الأفضل تجنب العلاج الذاتي حتى في حالات البرد البسيطة، واستشارة الطبيب هي الخيار الأمثل للتعافي دون عواقب غير مرغوب بها.
قد يكون السعال علامة على مشكلات صحية أكثر خطورة، مثل الحساسية التي تسبب تهيج الحلق وسيلان الأنف وتدميع العينين والعطس. كما أن الارتجاع الحنجري البلعومي يمكن أن يسبب تهيج الأحبال الصوتية والسعال، ويُعرف بالارتجاع “الصامت” لأنه لا تصاحبه أعراض الارتجاع المألوفة مثل الحموضة.
كما أن السعال المستمر لأكثر من 4 أسابيع قد يكون ناتجا عن مرض تفاعلي في الجهاز التنفسي، ويُظهر أعراضا مشابهة للربو مثل ضيق التنفس، وصوت صفير، والشعور بضيق في الصدر.
استشارة الطبيب ضرورية إذا استمر السعال لأكثر من أسبوعين بعد التعافي من البرد، للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى.
ضعف جهاز المناعة يجعل الجسم أقل قدرة على مكافحة العدوى والفيروسات بفعالية، مما يؤدي إلى استمرار أعراض مثل السعال وسيلان الأنف لفترة أطول.
وقد يكون عدم التعافي بشكل كامل، حتى بعد أسبوع أو أكثر من الراحة، مؤشرا على ضعف المناعة، مما يعني ضرورة تعزيز المناعة للحفاظ على الصحة.
السعال المستمر بعد البرد قد يكون علامة على عدوى بكتيرية ثانوية، ومن الأعراض المصاحبة في هذه الحالة ارتفاع درجة الحرارة، وألم في الصدر، أو إفراز البلغم، مما يستدعي زيارة الطبيب لتجنب أي مضاعفات.
يسهم التدخين بشكل كبير في تفاقم أعراض البرد وتأخر التعافي، حيث تعاني الرئتان من العدوى، عدا عن الأضرار الناجمة عن التدخين، مما يؤدي في بعض الحالات إلى تطور الالتهاب الرئوي.
وقد يقلل الامتناع عن التدخين أثناء المرض من خطر استمرار السعال لفترة طويلة.
قد تسبب بعض الأدوية غير المرتبطة بعلاج نزلات البرد -مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم– سعالا جافا، ويمكن أن يستمر أو يزداد سوءا أثناء البرد وبعده.
إذا كان هناك شك بأن الأدوية هي سبب استمرار السعال، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناولها. وقد يقترح الطبيب تعديلات في الجرعة أو بدائل تدعم الصحة دون آثار جانبية مزعجة.