28 نوفمبر 2024, 7:15 م
قام باحثون من مدرسة التكنولوجيا العليا الكندية وجامعة دارتموث في الولايات المتحدة بابتكار طريقة فريدة تعتمد على استخدام سماعة أذن مزودة بميكروفونات صغيرة لاكتشاف العلامات المبكرة لمرض ألزهايمر.
وعرضت نتائجهم ميريام بطرس من المدرسة العليا للتكنولوجيا، يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في الاجتماع الافتراضي للجمعية الصوتية الأميركية، الذي أقيم في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
يؤثر مرض ألزهايمر على أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وغالبا ما تكون له نتائج مدمرة لكل من الأفراد المصابين به وعائلاتهم وأحبائهم. ولا يوجد علاج معروف لمرض ألزهايمر، والطبيعة البطيئة والتقدمية للمرض تجعل التشخيص المبكر صعبا.
يفقد الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر التحكم في الحركة، بالإضافة إلى التدهور المعرفي الذي يحدث لديهم. يمكن رصد إحدى أقدم علامات هذا التدهور في حركات العين اللاإرادية المعروفة باسم حركات العين السريعة. غالبا ما تكون هذه الارتعاشات السريعة للعينين لدى مرضى ألزهايمر أبطأ وأقل دقة أو متأخرة مقارنة بتلك الموجودة لدى الأفراد الأصحاء.
وقال الباحث أريان شامي من المدرسة العليا للتكنولوجيا إن “حركات العين رائعة، لأنها من أكثر الحركات سرعة ودقة في جسم الإنسان، وبالتالي فهي تعتمد على المهارات الحركية الممتازة والأداء الإدراكي”.
واستكشفت بطرس وزملاؤها طريقة بديلة باستخدام تقنية أكثر انتشارا وأقل إيلاما: سماعة أذن مزودة بميكروفونات صغيرة. يقود هذا البحث راشيل بوسيرهال في مختبر أبحاث صحة السمع والأجهزة المساعدة في مدرسة التكنولوجيا العليا وكريس نيمكزاك في كلية الطب جيزيل بجامعة دارتموث.
قالت بطرس -وفقا لموقع يوريك أليرت- “نستخدم أدوات تسمع. إنها سماعة أذن مزودة بميكروفونات داخل الأذن تلتقط الإشارات الفسيولوجية من الجسم. هدفنا هو تطوير خوارزميات مراقبة للصحة من خلال الأصوات التي يمكن سماعها، والقادرة على المراقبة المستمرة طويلة الأمد والكشف المبكر عن الأمراض”.
تسبب حركات العين، بما في ذلك حركات العين السريعة، اهتزازات طبلة الأذن التي يمكن التقاطها بواسطة ميكروفونات حساسة موجودة داخل الأذن. يجري الباحثون تجارب على المتطوعين، ويزودونهم بأجهزة سمعية وأجهزة تتبع العين التقليدية. هدفهم هو تحديد الإشارات المقابلة للحركات السريعة، والتمييز بين الإشارات الصحية وغيرها التي تشير إلى اضطرابات عصبية مثل مرض ألزهايمر.
ويأملون أن تؤدي أبحاثهم يوما ما إلى ابتكار أجهزة يمكنها إجراء مراقبة مستمرة غير جراحية لمرض ألزهايمر إلى جانب أمراض عصبية أخرى.
قال شامي: “بينما يركز المشروع الحالي على المراقبة طويلة الأمد لمرض ألزهايمر، نود في النهاية معالجة أمراض أخرى والقدرة على التمييز بينها بناء على الأعراض التي يمكن تتبعها من خلال الإشارات داخل الأذن”.