11 مارس 2025, 10:41 م
كل فترة، تتسابق الصناديق الاستثمارية لضخ الأموال في شركات وادي السيليكون، وبينما يكون هذا السباق في العادة على نوع جديد من البرمجيات، مثل روبوتات الذكاء الاصطناعي أو حتى منتجات فيزيائية وعتاد مثل المعالجات والبطاقات الرسومية، إلا أن موجة الاستثمار الأحدث توجهت إلى شركة مجهولة تسعى لتطوير ذكاء اصطناعي خارق آمن.
ويضم موقع هذه الشركة صفحة واحدة بها 220 كلمة فقط، كما أن فريق التطوير الخاص بها يتكون من 20 شخصًا بالتقريب، بمن فيهم المؤسس، ولكن هذا لم يمنع صناديق الاستثمار الضخمة مثل “سيكويا كابيتال” (Sequoia Capital) و”أندريسن هورويتز” (Andreessen Horowitz) من ضخ العديد من الأموال في الشركة لتضاعف قيمتها 6 مرات في أقل من 6 أشهر وتصل إلى 30 مليار دولار بعد أن كانت 5 مليارات في سبتمبر/أيلول الماضي.
وعلى عكس “أوبن إيه آي” وبقية شركات الذكاء الاصطناعي، فإن “سيف سوبر إنتليجنس” (Safe Superintelligence) أو كما تعرف اختصارًا باسم “إس إس آي” (SSI) لا تحاول أبدًا الظهور في الإعلام وجذب الأضواء إليها أو مؤسسها إيليا سوتسكيفر الذي كان أحد العقول المدبرة وراء “شات جي بي تي” فما قصة هذه الشركة؟
عبر موقع ذي واجهة بسيطة وعدد كلمات قليل، ومن خلال تعليمات صارمة بالحفاظ على سريّة الشركة ومهمتها والأفكار التي تعمل عليها، يأتي إيليا سوتسكيفر محذرًا كل العاملين من كتابة وظائفهم على “لينكد إن” فضلًا عن استخدام آليات توظيف عتيقة تعتمد بشكل أساسي على المقابلات المباشرة والترشيحات بدلًا من الإعلانات العامة عبر الإنترنت.
ويسعى سوتسكيفر للحفاظ على سرية شركته والأبحاث التي يعمل عليها قدر الإمكان، ورغم أنه يعمل على تطوير ذكاء اصطناعي خارق مثل بقية شركات الذكاء الاصطناعي فإنه يرفض الترويج لمنتجاته أو حتى طرحها للأسواق.
وعندما يسعفك الحظ وتفوز بمقابلة عمل في “إس إس آي” فإنك تتجه إلى مبنى مؤمن بالكامل، ويطلب منك قبل أن تدخل وضع هاتفك بصندوق “فارادي” المصمت ليمنع وصول إشارات “واي فاي” والشبكات الخلوية إلى الهاتف بشكل كامل.
وفي حال نجحت في المقابلة وتجاوزتها، يُطلب منك ألا تذكر شيئًا متعلقًا بالشركة في أيٍ من منصات التواصل أو حتى الحديث مع أي شخص عن وظيفتك داخل الشركة وما تقوم به، وهذا لأن “إس إس آي” ومن خلفها سوتسكيفر يقدران الخصوصية بشكل كبير، ومن ضمن مزايا العمل لديهم أنك تعمل مباشرةً مع أحد العقول المدبرة وراء “شات جي بي تي” وأحد أبرز علماء الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي.
ولد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1986 في رحاب الاتحاد السوفياتي السابق ليتنقل بعد تفكيكه في أكثر من دولة وتبدأ رحلته مع الذكاء الاصطناعي في كندا، حيث ساهم أثناء دراسته في كتابة بحث عن التعلم العميق والذكاء الاصطناعي وخوارزمياته المميزة، وتحديدًا خوارزمية التسلق (Scaling) التي تجعل الذكاء الاصطناعي أذكى عبر التعامل مع كميات ضخمة من البيانات.
ولاحقًا، انضم سوتسكيفر إلى “غوغل” ليتركها عام 2015 ملتحقًا بشركة “أوبن إيه آي” التي كانت ناشئة وقتها، وذلك بسبب إعجابه الشديد بعقلية سام ألتمان وصديقه إيلون ماسك الذي ساهم في تأسيس شركة غير ربحية ذاك الوقت.
وبعد إطلاق “شات جي بي تي” عام 2022، تحولت “أوبن إيه آي” إلى شركة تقليدية تسعى لإطلاق المنتجات والربح من ورائها، بدلًا من إجراء الأبحاث المتطورة والمعقدة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي والمخاطر الخاصة بها.